السبت، 10 أكتوبر 2009

وشوشات الزيتون

ديوان وشوشات الزيتون -2002-

مختارات





مناظر – 1 –
كاظم ابراهيم مواسي

خيرٌ لنا أن لا نعي أحوالنا
فلو وعيناها
ضربنا خدنا في كفّـنا
أنتم هناك تقلعون الخير من تاريخنا
فلو تركتوهُ
لنوّرت هنا أيّامنا
**
أحزاننا في يومنا
أن الفقير قانعٌ
أما الغني إن أخذتم قرشه
يبكي أسى
**
بلادنا وجه القمر
فيها الصغار يشبهون الخيرَ
يشبهون الثمر
فيها الكبار خانعون كالشجر





الموقف
كاظم ابراهيم مواسي

ركعتْ قيادات العروبة للغزاة
وتباعدت أمجادنا عنهم
بموقفهم عراة
عرب بدون كرامة هم ،لا حماة ،
بل يسبحون بمركب العدوان
معظمهم جراء
يرعون مصلحة الغزاة وهم رعاة
الذل يركبهم صباحاً حتى المساء
ما ضرهم لو عبّروا عن ذلهم
بالجري خلف العاهرات الى الطغاة
جبناء ، عزّ لهم دواء
*
لبنان وطن الكرامة لا تخف
فالكون يفخر فيك
في ابنائك تفتخر الكرامة والشرف
صمدوا كجلمود الذهب
في وجه ارهاب وحقد مكتسب
لا شيء يثنيهم عن الايمان في نصر مرتقب
الرب ينصرهم
وغزة لا تهاب
إن المرابط شعلة وله لهب
يكوي فلول المعتدين على النسب
والصامدون بأرضهم
حدّث ،فلا حرج عليك ولا عتب
يبنون سقف العزّ للأبناء
حتى يكبروا وعلى الإباء
على المقاومة العجب
لا شيء يثنيهم عن الايمان
بنصر مرتقب





دموع
كاظم ابراهيم مواسي
دمعك ِ….
هذا القطر المسكوب على قطعة حلوى
أيقظ في أعماقي طفلاً
كان ينام وفي يديه قرشٌ ابيض
-ينفع لليوم الأسود –
دمعك…..هذا الطفل الصارخُ
في وجه المادة والماديين
حرّك في البحر الأبيض أمواجاً
كانت تختبئ الحيتان بها
دمعك ِ هذا المظلوم يريد الإنصاف
من الحاكم والظالم
هذا الخبز المعجون بدقات القلب
يسائل هذا العالم عما يمكن أن يحدث
دمعك ِ هذا الشعر الواقف
بين الفقراء وبين الحيتان
بين الأزهار وبين الأشواك
بين الباقي والفاني
بين الخير وبين الشر
يسائل هذا العالم عن حل ٍ
أو رسم ٍ للمستقبل.





لك حبي ،وبعد
كاظم ابراهيم مواسي
لا تحفري في القلب نبعاً غاضباً
بل فازرعي في القلب روح الثائر ِ
إن الحياة لعبة
فيها أرى الخسران مثل الظافر ِ
يا حلوتي ! هل في الكؤوس جرعةٌ ؟
حتى ترى الأوطان عين الناظر ِ
هذا زمانٌ عابرٌ
فالأمس ولّى في رداء العابر ِ
والآن نحيا فترة فيها لباس الحاضر ِ
ولتعلمي أن الحياة رغبةٌ
الحلو فيها نيلُ حلم الثائر ِ
لا ظلمَ يبقى
لا عزيزَ يبتليه عنفوانُ الجائر ِ
فلتحلمي
أن تصبح الأيامُ في يديك كالأساورِ





أربع معزوفات
كاظم ابراهيم مواسي
*
رغبة في الحياة
أغازل أحزانها
طفلة الوقت تعبث في وقتها
عين صيّادها تلحظ لهوها
ما الحياة إذا نحن نفسدها ؟
*
خير ما أنشد لا أرى
قد رأيت الهوى
ها هنا يُشترى
في كياني الهوى كنز أو ثرى
أين حباً بريئاً أرى يا ترى ؟
*
صرخة الظالم أسمع والصدى
والمظلوم في هدأة قد شدا
كوننا خلطة منهما
كيف لي أن أعرف سر الندى
*
المعاني على الدرب
ألقى ولا أشتري
شاعراً كنت أكتب في دفتري
حين نشرت أشعاري
عرفوا جوهري
كيف لي أن أظلّ على منبري ؟



ربيعية
كاظم إبراهيم مواسي

عودوا كما عاد الربيع مغرداً
إن الربيع نحيبنا ونشيدنا

والشدو فيه الحزن والفرح الذي
حضّ المغني أن يشدّ شعورنا

نحن الألى ذهبت بهم ريح الصبا
نحو الغياب وما سلونا مجدنا

ذهبت بنا ريح الغياب وما عفت
حتّى أتانا الوقت منتفضاً ، دنا

إنّا وإن ملّ الزمان نشيدنا
نشدو ونشدو دائماً أشعارنا

قد قال :نرجع سالمين لأرضنا
والعندليب هناك ردّد شدونا

سلمى أبوها مبدع وعزيزها
وطن عليه الحبّ دين الهنا

يا ربّنا ! يا ربّ أحلام الصبا !
ضع في عيونك أهلنا وبلادنا





نسمة الأمل
كاظم إبراهيم مواسي
نسمة في الصيف تأتي وتروحُ
حسنها خمر وأطيابًا تفوحُ

إن هذا الكون مقصوص الجناحِ
طائر غنى فغنته الجروحُ

ليت ربي يملأُ الأيام حبًا
كي يظل البشر حِلا لا يروحُ

حسبنا ماض لياليه توالت
مثل صخر فوق قلبي يستريحُ

حظ أيامي بحار لا تموجُ
أعطني اللهم حظا، لا أبوحُ

فقصور الملك ليست من مرامي
ليست الأموال حلمي فأنوحُ

إنني ابحث عن ورد الهدوء
كي اغني الحب حينا وأسوحُ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق