الاثنين، 14 ديسمبر 2009

الشاعر التونسي مراد العمدوني يحاورني

أخي العزيز كاظم

3 قصائد قصيرة يجمعها قاسم مشترك هو الشعور بالاغتراب

والبحث عن تجاوز ممكن للوضع الضرير الذي لا يكترث بالمعنى

غير ان المعالجة الجمالية للموضوع لم تعكس حالة التوتر والقلق

الذي يفترض ان يطبع مثل هذا المضمون

فجاءت النصوص منسابة وذات هندسة رتيبة لا تعكس خصوصية القصيدة القصيرة

او نص الومضة

من ذلك ان خواتم النصوص لا تحمل ارباكا ولا مخاتلة يفترض ان يقوم عليه الشكل الجمالي

فلكأنها مقاطع من نصوص مطولة

لا تؤسس فيها القصيدة وحدتها المعنوية واستقالها الجمالي

اخي هي مجرد قراءة ذاتية تروم محاورة النص

وارجو ان تكون منطلقا لنقاش حول رؤيتك الجمالية للنص الشعري
مودتي وتقديري

الشاعر مراد العمدوني -تونس





الاخ الاستاذ الشاعر مراد العمدوني
سعدت جدا بقراءتك للقصائد القصيرة بما فيها من رؤية وفهم ومنطق .ولا استطيع ان اقول لك انك اصبت او اخطأت.فالقصائد حين نشرتها لم تعد ملكا خاصا لي وصارت ملك القراء ولهم كامل الحق ان يفهموها ويستوعبوها كل حسب كفاءته.
ليس لدي شك ان كفاءتك عالية وفهمك راق .ختى انني اظنك وددت ان تغير بها شيئا او تضيف لها شيئا وهذا حقك ولكنه من حقي القبول او الرفض تجاه اي تعديل خارجي.
القصيدة حسب رأيي هي حالة معينة يمر بها الشاعر وهذه الحالة قد تصبو الى الكمال وقد تكون مبتورة ومن يحكم عليها هو القارئ بعد نشرها.
الخروج من وضع متأزم او ضرير كما قلت يحتوي على راحة وانسياب وليس بالضرورة على توتر وقلق.فحالة التوتر مناخ سيء للكتابة والكتابة التي تخرج منها تكاد ان تكون طلاسم او جمل غير مترابطة..وقد قرأت في بعض الاحيان نصوصا ملآى بالهذيان ومثل هذه النصوص اعتقد جازما انها لا تفيد القارئ وان احدثت لديه الخلل في التفكير.
رؤيتي منذ زمن هي ما توصل اليه الراحل محمود درويش هي ضرورة استعمال لغة الحياة اليومية والكتابه عن همومها.فمن استطاع ان يصلح ذاته يصلح ان يكون قدوة لغيره ومجتمعنا العربي يحتاج الى اصلاح الذوات قبل مواجهة الآخر المختلف…….محبتي

كاظم ابراهيم مواسي







الأخ العزيز كاظم

شكرا لرحابة صدرك

ويسعدني ان يشاركنا الاخوة هذا النقاش

وبودي أن اطرح بعض الأسئلة انطلاقا من اجابتك السابقة

أي قيمة للنص الابداعي اذا كان انعكاسا لحالة ما تتحكم فيه وتوجهه ؟

وهل يمكن أن يخلد أثر فني ما في غياب رؤية تأسيسية ؟

اشارتك الى درويش تحتاج الى بعض التوضيح :

الى اي مدى تستجيب النصوص الاخيرة لدرويش لما اوردته ؟

بمعنى هل تعتقد ان درويش ظل وفيا لتلك الرؤية ام تجاوزها فعليا

ليشتغل على ماهو شعري ووفق رؤية جمالية تقيم علاقة متعددة

مع لغة ممكنة ترتقي فوق المعطى المباشر او حصار الواقع / الحالة ؟

مراد العمدوني

مودتي وتقديري





الاخ الشاعر مراد العمدوني
ليس بامكان الشاعر تجاهل واقع الحياة بحلوها ومرها.والناقد والقارئ لا يستطيعان تقييم نص دون الاعتماد على المفاهيم العادية للحياة.
قيمة النص الادبي تتشابه مع قيمة اي منتوج غذائي.هل هو ضروري؟ هل لدينا منتوج آخر يعوضنا عنه؟وقيمة النص ترتفع قياساً باهميته وندرته بالنسبة للمستهلك-القارئ-وقيمة النص تتعلق بحاجة القارئ اليه.فالذي يعيش حالة غرام وحب وحبيبته تنتظر منه ان يقول لها كلاما جميلا قد نراه يبحث عن قصائد نزار قباني ويحفظها عن ظهر قلب.والقارئ ايضا له همومه ويبحث عن اجابات لاسئلته او اجابات لحيرته ويفرح حين يجد الكتابة التي تحاكيه.لذا فقيمة النص نسبية تختلف من قارىء الى آخر.والقصيدة تشبه الى حد كبير القطعة الموسيقية او الاغنية.
وبما ان القصائد كثيرة والشعراء كثيرون عبر الزمن فان القصيدة والشاعر قد يخلدان في وجدان زيد ويمر عنهما عمرو مر الكرام لبعد المضمون عن عقليته وهمه. وخلود القصيدة هو ايضا امر نسبي.
سعة انتشار قصيدة ما وشهرة شاعر ما تتعلق بالمضمون وعدد الناس الذين ارتبطوا بالمضمون والمعنى…..هكذا كان محمود درويش لاننا عرفناه شاعر القضية وكان مضمونه ينصب على جدلية الصراع العربي الصهيوني وقد رأيناه يوظف التاريخ والاساطير والعلوم الاجتماعية وغيرها لاثبات الحق الفلسطيني والرد على الادعاءات الصهيونية موظفا ايضا البلاغة اللغوية لتصل كلماته كما وصلت الينا….متينة وقوية.وقبل مماته صرح الشاعر درويش انه يريد ان يكون شاعرا كونيا وحياتيا وليس شاعرا سياسيا .فكان ديوان اثر الفراشة مليئا بالجمل البسيطة التي في طياتها عمق انساني.ومن يدري كم قصيدة ستخلد للراحل محمود درويش.فحسب رأيي فان ذاكرتنا الجماعية ستبقى تذكر له سجل انا عربي وعابرون في كلام عابر.كما بقينا نتذكر المعلقات واراك عصي الدمع وغيرها من القصائد.وطبعا لكل قارئ الحق في انتقاء القصيدة التي يود حفظها
دمتم بخير

كاظم ابراهيم مواسي

هناك تعليق واحد:

  1. حواركما ممتع لدرجة انه أسكرني و جعلني انتشي نشوة ما بعدها نشوة. لكني أود الخروج قليلا عن الموضوع و طرح قضية أراها مصيرية إنها الأدب و الشعر العربي المعاصر في النظام التربوي . و انا اخجل نيابة عن من لم بسمع بيتا واحدا لشاعر من بلده.بقي نظامنا التربوي حبيس قوالب تربوية تجمد العقل يقدم شعرا مرت عليه قرون منفصلة عن الواقع.لذا اهملها الطلاب و شعروا تجاهها بالغربة.

    ردحذف